مقال مهم جدا عن شهر رمضان 👍

0

- بين يدي الشهر الكريم .

- روي: "أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ؛ فضيّقوا مجاريه بالجوع ، ( بالصوم ) .
- فأما جملة: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم": فحديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم ، متفق عليه .
- ومما قيل في شرحه: كلما كان جريان الدم سريعا ، كلما كانت حركة الشيطان أوسع وأسرع ، قالوا: والأكل يزيد حركة الدم ، فمن ثم إذا أكلت كثيرا ، تحرك الشيطان فيك كثيرا ، وقد استحب السلف ترك الفضول في كل شىء ، ومنه فضول الطعام ، قالوا: من أعظم أبواب التحرز من الشيطان ترك الفضول عامة ، وفضول الطعام خاصة ، لأنه يحرك الشيطان تحريكا أقوى ، ويحرك الشهوة كذلك ، فالجوع يقلل عمل الشيطان: 
1. لتقليله جريان الدم ،
2. يقوي الإرادة ، 
3. ويقوي النفس ، ويضعف رغبتها في الشهوات .
- أما كثرة الأكل والشرب ، فبه تنبسط النفس إلى الشهوات وتضعف إرادتها ، ومحبتها للعبادات ، وإقبالها عليها ، وتزداد حركة الشيطان ، ما يعني: شبه استسلام للعدو .
- والإنسان مركب من روح وجسد ، والروح هي التي تحمل الجسد ؛ فإن خرجت مات الجسد وبلي ، والعاقل من عمل على أن تسمو روحه ؛ بصلاح قلبه ، ومن أسباب ذلك: ألا يخلد إلى الأرض بالتثاقل المتولد عن التخمة والإسراف والسمن ، وقد كثر التنبيه على هذا المعنى ، قال تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ) ، وقال تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، وقال سبحانه (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا . إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) ،
- وعنه صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن ......." أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة ، بل إن السمن مما يذم به صاحبه شرعا ؛ لأنه دليل على الإخلاد إلى الأرض ، واتباع الشهوات:
- عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: "إِنَّ خَيْرَكُمْ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" ، - قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي ، أَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَعْدَ قَرْنِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - ، "ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ" . 
متفق عليه
- فمن ملك بطنه اقترب من الصلاح ؛ إذ كثرة الطعام تُقسّي القلب ، وتضعف الجسد ؛ فيزيد أذى الشيطان الذى يجري من ابن آدم مجرى الدم.
- وحديث: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ، متفق عليه .
- وأما زيادة: "فضيقوا مجاريه بالجوع" ، ( بالصوم ) .
فهي مدرجة من كلام بعض العُبّاد ، وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
- تنبيه: إن كان الشبع يضعف الجسد ، فالجوع يهدمه هدما ، ويورثه ضعفا ، ويعجل بالشيخوخة والأمراض ، ونحن أمة وسطية بين بين ، "والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" .
- هذا ويبلغ الجوع ببعض أهل الغلو في العبادة أن يُصيّر عبادتهم خرافات وفضائح ، وتخيلات شيطانية .
- الصيام أو الصوم: هو الإمساك والكف ، والامتناع والترك .
- فائدة في الشهوة والشبهة: أصل ذلك قوله تعالى ( إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا ) ،
- الشبهة:
- عرفها ابن القيم ، فقال: هي وارد يرد على القلب ، يحول بينه وبين انكشاف الحق . مفتاح دار السعادة .
- أما الشهوة فهي: تقديم الهوى على طاعة الله ومرضاته .
- قال في الفوائد: دخل الناس النار من ثلاثة أبواب:
1. باب شبهة: أورثت شكا في دين الله ،
2. باب شهوة: أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته ،
3. باب غضب: أورث العدوان على خلقه .
- قلت: بل الثالث يدخل في الثاني ؛ إذ العدوان إنما هو ناتج شهوة أيضا ، وهي شهوة الانتقام والتشفي ، فهما مرضان لا ثالث لهما .
- والشهوة والشبهة من أمراض القلوب ، لضعف العلم واليقين ، أو ضعف الصبر وغيره من أعمال القلوب ، والمقصود لا أصل الشهوة بل إن غلبت على العبد ، قال تعالى ( فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذي في قَلبِهِ مَرَضٌ ) هذا مرض الشهوة ، وقال سبحانه في المنافقين ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ . يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
) ، وأيضا ( وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ ) ، هذا مرض الشبهة .
- وقد قُرِنا جميعا في قوله تعالى ( إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهوَى الأَنفُسُ وَلَقَد جاءَهُم مِن رَبِّهِمُ الهُدى ) ، وقوله تعالى ( كَالَّذينَ مِن قَبلِكُم كانوا أَشَدَّ مِنكُم قُوَّةً وَأَكثَرَ أَموالًا وَأَولادًا فَاستَمتَعوا بِخَلاقِهِم فَاستَمتَعتُم بِخَلاقِكُم كَمَا استَمتَعَ الَّذينَ مِن قَبلِكُم بِخَلاقِهِم وَخُضتُم كَالَّذي خاضوا أُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ ) ، والخوض: أي في الباطل ، بالجهل والشبهة .
- ففتنة الشبهة: من ضعف البصيرة وقلة العلم ، لاسيما إذا اقترن ذلك بفساد القصد واتباع الهوى قال تعالى ( يا داوودُ إِنّا جَعَلناكَ خَليفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ لَهُم عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسوا يَومَ الحِسابِ ) .
- فرؤوس الضلالة أبعد عن قبول الحق من أتباعهم ؛ إذ اجتمع في حقهم المانعان: شهوة الرئاسة مع مرض الشبهة ، وأما الأتباع فأمرهم أيسر ؛ إذ داؤهم الشبهة فقط ، ولا يخشون على رئاسة تُشتَهَى .
- وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: لو آمن بي عشرة من اليهود ، لآمن بي اليهود .
- والغالب: أنه صلى الله عليه وسلم قصد عشرة من رؤسائهم ، لو آمنوا لأسلمت يهود جميعا ، منعهم الحسد والكبر ، وشهوة الترؤس .
- وفتنة الشبهة لا يتلبس بها إلا كافر أو مبتدع ، ولا نجاة منها إلا باتباع السنة ، فأصل فتنة الشبهة: تقديم الرأي على الشرع ،
- بينما أصل فتنة الشهوة: تقديم الهوى على العقل ، ولو عقل لما أتبع نفسه هواها ،
- وفتنة الشبهات تدفع بالعلم ، الذي يورث اليقين ، مع تجريد المتابعة ،
- أما فتنة الشهوة فتدفع بالعقل ، الذي يعقل صاحبه ويحبسه عنها ؛ لنظره إلى المآل فيراه شرا مستطيرا ، فيورثه عقله الصبر ،
- ومن حصل هذين المقامين كان إماما في الدين ، قال تعالى ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) 
وهذان المقامان لا يحصّلان إلا بالاستعانة وبتوفيق وكرم ومَنّ منه سبحانه .
- قال في إغاثة اللهفان : بكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة ، وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة ، والله المستعان .
- قال أهل العلم: السعيد من لم تفسد الشهوة دينه ، ولم تزل الشبهة يقينه ،
- وفتنة الشبهة أعظم ؛ لأنها تفسد الدين أصالة ، لا تبعا كالشهوة ، ثم إن ضررها متعد ، لا قاصر .
- قال شيخ الإسلام: واتباع الأهواء في الديانات ، أعظم من اتباع الأهواء في الشهوات .
- واجتماعهما يورث فساد العلم والفهم ، حتى يكون من اجتمعا فيه من أعظم جند إبليس ، وأكبر رؤوس الضلالة ، ويُضل بباطله ويفتن ما لا يعلمه إلا الله .
- تنبيه: الطعام ضرورة للبشر ، وهو من أعظم ما يورث القوة والطاقة على العبادة ، وقد يأثم المرء إن أخل به بما يضعفه فلا يقوم بواجبات دينه ، وإنما المذموم هو السرف والشبع قال تعالى (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ، ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .
- وقال السلف : نفسك ترفق بها لتبلغك المنزل .
- روي أن عمرو بن سراقة - بدري كبير – جاع مرة ؛ فربط حجرا على بطنه من شدة الجوع ، ومشي يومه ذلك إلى الليل ، فأضافه قوم من العرب ومن معه ، فلما شبع قال لأصحابه: كنت أحسب الرِجلَين يحملان البطن ، فإذا البطن يحمل الرجلين!!! . اهـ
- إذا تدبرت فيما سبق ؛ فهمت معنى قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .
- قال ابن كثير: يقول تعالى مخاطبا المؤمنين من هذه الأمة وآمرا لهم بالصيام ، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل ؛ لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة .
وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم ، فلهم فيهم أسوة حسنة ؛ وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك ، كما قال تعالى ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) الآية ؛ ولهذا قال هاهنا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ؛ لأن الصوم فيه تزكية للبدن ، وتضييق لمسالك الشيطان ؛ ولهذا ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء" . اه‍
- قال الطبري: وأما تأويل قوله تعالى ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه ، يقول: فرضت عليكم الصوم والكفّ عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين ؛ لتتقوا ما يُفطركم في وقت صومكم .
ثم نقل عن السدي: أما قوله: 
( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، يقول: فتتقون من الطعامِ والشرابِ والنساءِ مثل ما اتقوا .
يعني: مثل الذي اتقى النصارى قبلكم. اهــ
- قال القرطبي: قوله تعالى ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، ( لعل ) ترج في حقهم .... ، ( وتتقون ) قيل: معناه هنا: تضعفون ، فإنه كلما قل الأكل ؛ ضعفت الشهوة ، وكلما ضعفت الشهوة ؛ قلت المعاصي ، وهذا وجه مجازي حسن .
وقيل: هو على العموم ، لأن الصيام كما قال صلى الله عليه وسلم: "الصيام (جُنّة) ، و (وِجاء)" ، وسبب تقوى ؛ لأنه يميت الشهوات . اهـ
- نسأله سبحانه أن يوفقنا والأمة جميعا في هذا الشهر الكريم المبارك إلى ما يرضيه عنا ، وأن يتقبل منا ، وأن يجعله لنا شهر عبادة وذكر وتحنث ، وأن يبارك لنا فيه ، وأن يصلح ذات بيننا ، وأن يقمع فيه شياطين الإنس ويعجل ببوار تجارتهم ، وأن يكفينا والأمة جميعا فتنتهم وخبثهم ؛ فلا يفسدوا شهرنا ، وأن يضع فساق الأمة حيث يجب أن يكونوا ،
فاللهم أبرم لنا أمر رشد: يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك ، ويؤمر فيه بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر ،
اللهم ارحم أمة نبيك رحمة عامة ،
وصل اللهم وسلم وبارك على نبيك وآله ،
والحمد لك يارب العالمين .
.... يتبع إن شاء الله .

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !